باب الحيرة

(0)
(0)
تقييم الكتاب
0.0/5 0
نبذة عن الكتاب

باب الحيرة بقلم أنيسة عبود‎ ... "وماذا بعد؟ هزت رولا رأسها والدموع تنهمر بغزارة ثم قالت: لا شي، أعرف أننا لن نلتقي ثانية، غداً علي أن أبدأ من جديد... يا رولا... سأخلق منك امرأة متماسكة أكثر كي تعودي إلى النضال، "علي ان أرسمك من جديد" قالت زينب، "لا يا زينب، لا تكملي لوحتي أرجوك، في الإكتمال النهايات أحياناً" تركت زينب الريشة وراحت تتأمل ملامح رولا، اندهشت لماذا ترسم زينب نفسها، كلما أرادت أن تلون قميصها الذي ترتديه فوق الجينز... ترسم بلوزتها البيضاء ذات الأزرار الخلفية، وإلى جانبها كاظم، ترتعش الريشة في الكأس عندما تلفظ اسم كاظم تتدلق الكأس ويفيد الماء ملامح اللوحة، فتغير ملامح زينب... ماذا لو أطلقت اسماً آخر على رولا؟... ماذا لو أعطتها أي اسم ربما كانت تغيرت سيرة أوجاعها؟... ربما لم يمت كاظم، وربما لو أني أطلقت على كاظم اسماً آخر ما كانت أشلاؤه في جوف الغيب ربما، أخذت زينب الريشة وراحت تمسح الملامح كلها، لكن ما أن تترك الألوان لتجف، حتى ينبثق وجه زينب ثانية ووراءه عشرات الوجوه المتشابهة إلى أن ترى في آخر الصف طفلة صغيرة تربط شعرها بشريط أبيض وترتدي ثوباً مدرسياً أزرق وراءها مدرس التاريخ يشرح ويعيد من جديد... ترغ الريشة بالألوان وتطمس الوجوه والممرات، متى ننزل إلى السوق يا سامي؟... الآن، كان المساء لطيفاً في نيويورك ولكن المطر فاجأهما، لذلك قررا شراء بعض الأشياء في المحلات القريبة... هل حزمت كل شيء؟... أجل يا سامي... الحقائب مرتبة، تلك حقيبة الثياب، وهذه حقيبة اللوحات... تشعر زينب بثقل الحقائب... لقد امتلأت بحكايات كثيرة، وجوه وعواطف، مشاجرات، ألوان... ياه... ستستعيد كل شيء بألوانها وريشتها "سأترك هذه الحقيبة يا سامي... إنها مثقلة باللوحات" لا أقدر أن آخذها معي، تعبت منها وسأخرج من باب آخر، لن أحتمل كل هذا الفراق، سأرمي اللوحات، لا أريد لآلامي أن تبقى خالدة... بسرعة فتحت زينب الحقيبة، اندهش سامي "ماذا تفعلين" مللت من صحبة هؤلاء كلهم... أريد أن انطلق إلى الأمام... إلى الأمام راحت زينب تكرر عبارتها وهي تلقي بأول لوحة، الثانية، ثم الثالثة وهكذا رمت في نهر الشرق لوحة الأم، وكاظم ورولا... وأصدقاء آخرين... تنهدت بعمق وراحت تتأمل الوجوه الطافية على سطح الماء... عندما اشتاق إليكم سأعيدكم مرة أخرى إلى الحياة كيف؟... أرسمكم من جديد... أنتم تقصون علي حكاياتكم... وأما أسجلكم بالجمر والألوان"... عندما يستبد الألم بالنفس، تحاول الهروب فتحلق في سماء الخيال، تنسج أحلاماً ضبابية، ترسم أشخاصاً بالأبيض والأسود أو بالألوان... تحاول الكاتبة ومن خلال زينب إقتحام أسوار حواجز النفس الإنسانية، لتدنو أكثر مستشفة أسرارها... تصورها فنانة... رسامة تجيد الهروب من عالمها المثقل بالتناقضات والآلام... والأحلام المؤجرة إلى عالم تصنع هي شخصياته مصطنعة أحداثاً تلونها بشتى الألوان وتخلع عليها مُسَحاً من السمات، وتحركنهم على النحو الذي يروق لها تجد زينب في عالمها هذا مرتعاً خصباً لأفكارها التي تنطلق على سجيتها... دون خوف... متخففة من كافة الإعتبارات الإجتماعية والسياسية وو... التي تجعلها تعيش حالة إكتئاب وإنهزام... تدفع الروائية بالأحداث مندفعة مع زينب في التعبير عن كل ما يحبط بالإنسان بصورة العامة والعربي على وجه الأخص بتلك التناقضات الإجتماعية والسياسية والثقافية التي تكاد تقضي على حلمه المتبقي... "أريدك أسعد امرأة في الدنيا... وعلى هذا الأساس أنا أعمل"... هل يعرف أنها غيرت قناعاتها لأجله؟ وغيرت أسلوب حياتها وفساتينها وأحلامها لأجله؟ لم تعد شرسة كالسابق، ولم تعد روحانية كالسابق، صارت أكثر شفافية وتفرداً... ... من باب الحيرة إلى باب اليقين ومن باب الظن إلى باب السؤال ومن باب الشوق غلى باب العشق، ومن باب الجسد إلى باب الروح. "روحي معك يا آرام ولكن غريبين نبقى إلى أبد الآبدين".

نبذة عن الكاتب

أنيسة عبود‎ أنيسة عبود‎

شاعرة وأديبة وروائية سورية عضو اتحاد الكتاب العرب، دكتورة، مهندسة وباحثة في العلوم الزراعية وعملت في الصحافة السورية والعربية منذ بداية طريقها الأدبي

أعمال أخرى للكاتب

كتب مشابهة

تقييمات ومراجعات (باب الحيرة)

مراجعات العملاء

0.0/5

0.0 out of 5 stars

من 0 مراجعات

تقييمات ومراجعات

5 نجوم

0 %

4 نجوم

0 %

3 نجوم

0 %

2 نجوم

0 %

1 نجوم

0 %

قيِّم الكتاب

شاركنا رأيك وتقييمك للكتاب.

سجل دخولك لتتمكن من إضافة مراجعتك.

أحدث المراجعات

لا توجد مراجعات بعد. كن صاحب أول مراجعة واكتب مراجعتك الآن.

أضف اقتباسًا

Recent Quotes

لا توجد اقتباسات بعد. كن صاحب أول اقتباس وأضف اقتباسك الآن.

القرّاء

لا يوجد قراء بعد